العتمة أنت أو الخراب
فلتحترق إذن
كلما اشتعلت المسالك تحت قدميك
مشردا بين مدن الرماد والحلم
أكان علينا أن نكابد الموت
على انفراد
دون أن نتحول طينا
يجنح إلى الاحتجاج
وتتوغل أنت في تفاصيل الجسد؟
وحدها لحظة امتلاءك شاهدة على موتنا
أيها السراب يغطي الفضاءات
الوجوه الشاحبة نحن
رأيتها في الحلم
تعبر البوابات الضيقة
إلى ساحات المدن العتيقة
ثم
تنتصب قبورا معلقة
تلك الوجوه
ستتنكر لك هناك
على إحدى ضفتي النهر الكبير
كقارب مهجور للتيار والريح
تمارس طقوس العري المزمن
والجنائزي جدا
معلق كالقبر أنت في كبرياء
وعار من الأشياء
إلا من سؤال
لم تستعصي على التوحد تلك العواصم؟
تتداخل فيك مدنك الرمادية
والعواصم الشقراء المفصية إلى الحلم
تترامى على امتداد البصر
بصرك أنت
تحتل الخلايا فيك
وتصادر الأجوبة الصفراء التي
ما دثرتك يوما
معلق كالقبر أنت في كبرياء
وعار من الأشياء
إلا من سؤال
لم تستعصي على التوحد
تلك العواصم؟
حقا يتعب السفر
إن كان ظلنا القاتم يلازمك
وأنت تدرع أرض الله
بلا اتجاه أو ملامح
مقتاتا من ثديك
حسبك أن تولد مرتين لتدرك سر الكلام
وحسبنا الوجوه الشاحبة
أن نولد ثلاثا لندرك سر الوجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق